سورة الإسراء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


ثمَّ ذكر أولياءَه فقال: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة} يتضرَّعون إلى الله تعالى في طلب الجنَّة {أيُّهم} هو {أقرب} إلى رحمة الله سبحانه يبتغي الوسيلة إليه بصالح الأعمال.
{وإن من قرية...} الآية. أَيْ: وما من أهل قريةٍ إلاَّ ستهلك؛ إمَّا بموت؛ وإمَّا بعذاب يستأصلهم، أمَّا الصَّالحة فبالموت، وأمَّا الطَّالحة فبالعذاب. {كان ذلك في الكتاب مسطوراً} مكتوباً في اللَّوح المحفوظ.
{وما منعنا أن نرسل بالآيات} لمَّا سأل المشركون النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يُوسِّع لهم مكَّة، ويجعل الصَّفا ذهباً أتاه جبريل عليه السَّلام فقال: إن شئت كان ما سألوا، ولكنَّهم إن لم يؤمنوا لم يُنظروا، وإن شئت اتسأنيت بهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ومعناها: أنَّا لم نرسل بالآيات لئلا يُكذِّب بها هؤلاء، كما كذَّب الذين من قبلهم فيستحقُّوا المعاجلة بالعقوبة {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} آيةً مُضيئةً بيِّنةً {فظلموا بها} جحدوا أنَّها من الله سبحانه {وما نرسل بالآيات} أَي: العبر والدِّلالات {إلاَّ تخويفاً} للعباد لعلَّهم يخافون القادرعلى ما يشاء.


{وإذْ قلنا لك إنَّ ربك أحاط بالناس} أَيْ: فهم في قبضته وقدرته، يمنعك منهم حتى تبلِّغ الرِّسالة، ويحول بينك وبينهم أن يقتلوك. {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} يعني: ما أُري ليلة أُسري به، وكانت رؤيا يقظة {والشجرة الملعونة في القرآن} وهي شجرة الزَّقوم {إلاَّ فتنةً للناس} فكانت الفتنة في الرُّؤيا أنَّ بعضهم ارتدَّ حين أعلمهم بقصَّة الإسراء، وازداد الكفَّار تكذيباً، وكانت الفتنة في الزَّقوم أنَّهم قالوا: إنَّ محمداً يزعم أنَّ في النار شجراً، والنَّار تأكل الشَّجر، وقالوا: لا نعلم الزَّقوم إلاَّ التَّمر والزُّبد، فأنزل الله تعالى في ذلك: {إنَّا جعلناها فتنةً للظالمين} الآيات {ونخوفهم} بالزَّقوم فما يزدادون إلاَّ كبراً وعتوَّاً.


{قال} يعني: إبليس {أرأيتك} أَيْ: أرأيت، والكاف توكيدٌ للمخاطبة {هذا الذي كرَّمت عليّ} فضَّلته. يعني: آدم عليه السَّلام {لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأَحتنكنَّ ذريته} لأستأصلنَّهم بالإغواء ولأستولينَّ عليهم {إلاًّ قليلاً} يعني: ممَّن عصمه الله تعالى.
{قال} الله: {اذهب} إنِّي أنظرتك إلى يوم القيامة {فمن تبعك} أطاعك {منهم} من ذُرِّيَّتِهِ {فإنَّ جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً} وافراً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8